السؤال
تعبت من كثرة الفشل، دخلت الكلية ثم حصلت في السنة الأولى على جيد، لم أيأس، وحاولت في السنة التي بعدها وحصلت على جيد بنسبة أقل، وبقي لي سنتان في الكلية، لكن المشكلة أنني كنت أتمنى أن أكون معيداً، ولكن بعد هذا أحس أنني فاشل ولا أقدر على فعل شيء، ثم قررت أن أنسى ما فات وأبدأ من الصفر في السنتين، ولكن التقدير الماضي يؤلمني، مع أن لي طموحات عالية أريد أن أحققها، فهل لو تلافيت الأخطاء يمكن أن أحقق أهدافي؟
أرجوكم ماذا أفعل، وأنا أحاول أن أمتلك قدراً من الطاقة والأمل.
تراودني خواطر أنني إذا لم أحقق الأهداف الصغيرة فكيف أحقق الأهداف الكبيرة؟
مع العلم أن لدي أملاً وأحاول ألا أيأس، ولكن ما العمل؟!
صراحة بعد أن بدأت أكتب الرسالة شعرت براحة، أرجوك أرشدني، فأنا لي أهداف وطموحات عالية، فهل لازال الأمل موجوداً؟ فقد قررت التغيير من الآن، أرجو الدعوة لي بظهر الغيب أن يحقق الله لي أهدافي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأي إنسان في عمرك يجب أن تكون له آمال وتكون له أهداف، ويكون له تخطيط وآليات توصله إلى هذه الأهداف -بإذن الله تعالى- وأهدافك هي أهداف واقعية جداً، وأنا أركز على الأمر، لأن الكثير من الشباب تأتيه أفكار حول أهداف معينة وأمنيات قد تكون فوق طاقتهم، وتكون مجرد أحلام يقظة حين يخفق الإنسان في تحقيقها يصاب بشيء من الإحباط وافتقاد الفعالية، إن أهدافك أهداف معقولة يمكن الوصول إليها، فقط المطلوب منك هو أن تعرف إن الإنسان لا يمكن أن يصل إلى هدفه إلا إذا اجتهد وكد واعتمد على نفسه، وكانت لديه خارطة طريق واضحة.
وأهم شيء في الأمر أن تحسن إدارة الوقت والاستفادة منه، حين نقول أن تحسن إدارة الوقت لا نعني أن تنقطع عن كل أنشطة الحياة وتتفرغ فقط للدراسة! لا، هذا ليس بصحيح، ومن حقك أن تأخذ راحة كاملة، ومن حقك أن تمارس الرياضة، وأن تتواصل اجتماعياً، وأن تخصص زمناً للعبادات، وأن تروِّح عن نفسك بما هو مشروع، وأن تخصص أيضاً وقتاً للدراسة، لكن الالتزام بالتطبيق، ولا تؤجل عمل اليوم إلى الغد هي الأسس التي يجب أن تعتمد عليها.
فكرة أنك ما دمت لم تحقق الأهداف الصغيرة فكيف تصل إلى الأهداف الكبيرة، هذا تفكير لا بأس به، لكن يجب أن لا يكون محبطاً لك، المهم هو أن تعزم وأن ترفع من همتك، وأن تعرف أن الإنسان أصلاً لا يبدأ من الصفر وأنت قلت تريد أن تبدأ من الصفر، لا، أنت تستفيد مما هو إيجابي في الماضي، وذلك بتدعيمه وتطويره، وتستفيد أيضاً مما هو سلبي وتتجنبه وتضعه في خزانة النسيان، هذا هو الذي أنصح به، وأريد أن أذكرك بأن المعرفة والعلم هي السلاح الذي يحرك الشباب الآن، فكن على هذا المستوى من التفكير، وخير سلاحين يتسلح بهما الإنسان هما سلاح الدين، والعلم، فاجعل لنفسك نصيباً منهما.
وأسأل الله لك التوفيق والسداد.