السؤال
مررت بمشاكل أسرية خلال الثلاث سنوات الماضية، وكنت الملامة دوماً، فأحسست بتأنيب الضمير، لأن الخطأ دائماً يقع علي، فقررت الابتعاد عن الكل والجلوس بغرفتي، لكي لا أتسبب بمشاكل لأحد، لكني صرت غريبة الطباع أكثر من الأول، ولا آنس إلا بوحدتي, حتى صديقاتي قطعت علاقتي بهن, وألوم نفسي طوال اليوم وأبكي، ماذا أفعل لأخرج من هذه الوحدة المظلمة التي أدخلت نفسي بها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nice Cat حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أولاً: نحن في أيام خير ورحمة ومغفرة وعتق من النار، وأنت إن عشت بمشاعرك الإيمانية القوية مع هذه الأيام الطيبة هذا - إن شاء الله - سيفرج الكرب ويخرجك من هذه القوقعة المظلمة.
ثانيًا: التفكير الإيجابي بصفة عامة، الإنسان يمكن أن يوجه مشاعره بصورة ممتازة إذا غير أفكاره من أفكار سلبية إلى أفكار إيجابية، وأنت لديك الكثير من الإيجابيات في الحياة.
ثالثًا: تنظيم الوقت, الوقت يجب أن يستفاد منه ويجب أن يرتب بصورة صحيحة، ولا نترك مجالاً للفراغ ليسيطر علينا, الوقت ثمين، الوقت مهم، وأنت كشابة في مقتبل العمر من المفترض أن تستفيدي جدًّا من طاقاتك الجسدية وطاقاتك النفسية ليعود ذلك إيجابيًا عليك وعلى أسرتك وعلى الآخرين.
رابعًا: المشاركات الأسرية مهمة جدًّا، والإنسان يجب أن لا يهمّش نفسه ولا يعيش في أطراف أسرته، عيشي عيشة حقيقية وفعالة مع أسرتك، يجب أن تكوني تفاعلية: أن تأخذي المبادرات، تساعدي الآخرين، تكسبي حب ورضا الوالدين، وهذا نوع من البر الذي يسهل أمور الدنيا والآخرة.
ليس هنالك ما يدعو حقيقة إلى الحيرة، وإلى تأنيب الضمير بصورة مبررة، هذه مجرد حساسيات في نفسك، لا تنقطعي عن صديقاتك، تواصلي معهنَّ، اذهبي إلى أماكن تحفيظ القرآن، اجعلي لحياتك هدفاً سامياً، وكما ذكرت لك مسبقًا هنالك أشياء طيبة وحلوة وجميلة في الحياة يمكن أن يستفيد منها الإنسان ويحس فعلاً أن حياته وحاضره مفعمة بالخير وأنه يسعى لمستقبل زاهر.
الخروج من هذه القوقعة يتأتى من خلال ما ذكرناه لك ويجب أن يُطبق ويؤخذ به، واعرفي أيتها الفاضلة الكريمة أن بعد العسر يسرًا، ولن يغلب عسر يسرين، وحتى إن شعر الإنسان بالضيق وبالحرمان وبقسوة الحياة وبافتقاد الدافعية وكان التفكير السلبي مسيطرًا عليه يمكن أن يغير من آرائه وأفكاره ومشاعره، وهذا كله - إن شاء الله - يصب في خانة السلوك الإيجابي.
لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي، أنت في حاجة لتغيير المفاهيم السالبة، وكذلك الأفكار غير المجدية وتحويلها إلى واقع أكثر إيجابية وأكثر فعالية، - وإن شاء الله تعالى - لك الفرصة لأن تقومي بذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، و كل عام وأنتم بخير.