السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ بدايتي لدخول المرحلة الثانوية ( لا أذكر تحديدا أي سنة )، وأنا أرغب في تعلم مفردات اللغة العربية؛ حيث أنني اشتركت مرة في منتدى به أعضاء رأيت ما أريده فيهم، ولكن لم يستمر ذلك طويلا لأسباب وأهمها أنني رأيت أنهم أعلم مني، والآخر أشغلني كثيرا.
أحب أنا أقرأ كثيرا لأثقف نفسي فأجدني أفهم المعظم، والمعظم الكبير لا أفهمه؛ واضطر لأن أذهب إلى مترجم للمعاني العربية الفصحى فأجد أن وقتي قد ذهب في الترجمة وقد نسيت بعضا منها أو ربما كلها عندها أتحطم وأقول لنفسي لن أكون مثلهم يوما ما.
وأقول أيضا إن الجميع لديه طموح وأحلام، فهناك فتاة حلمها أن تجيد الرسم فأجادته .. ولكن أنا لما حلمي يستكثر نفسه علي، أحس أنني بلا أسلوب لدرجة أنني عندما أتحدث عن طريق إحدى برامج المحادثة ( الماسنجر) تجدني أتحدث مع صديقاتي، وعندما أغلق أبدأ أفكر لما كان جوابي عليها كذا لو أني جاوبت كذا لكان أفضل وأعقل، ولكن أقول ما الفائدة فأنا ( طفلة لم تدرك بعد مخارج الكلم )، وكل هذا بسبب تعلقي وحلمي بأن أتقن اللغة العربية، ومخارجها جيدا.
أحيانا أشعر أنني سأتعلم، وسترى نفسي ذلك، وأن لدي شيئا مكبوتا أود إخراجه، ولكن ظّلت مساحته بداخلي.
ولكن ما إن ألبث في الكتابة، وأتذكر ما يكتبه الآخرون، أغلق كل شيء كأن قلمي أيضا يفتقر ما أفتقر إليه وأكثر، أريد أن أصبح ناقده ثرثارة أديبة لحد ما، ولكن كيف؟
سؤالي هو : كيف أصبح كذلك أو مثلهم؟ وهل طريقتي في الترجمة خاطئة؟
علما بأنني أقرأ ولكن ما الفائدة وأنا لا أفقه معظم ما يقولونه.
شكراً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الطامحه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فسؤالك ممتع ومشوّق ابنتي حول حبك الشديد للغة العربية، وطموحك في إتقان هذه اللغة العذبة، ويكفيها عذوبة أنها لغة خاطبنا الله تعالى بها.
يتوق كل عربي محبّ للعربية أن يتلذذ بهذه اللغة، وأن يتقن مهاراتها وفنونها، وأظن أنك على الطريق السليم للوصول لما تطمحين إليه من إتقان اللغة والبلاغة والحديث والنقد الأدبي...، ولكن الأمر يحتاج، وكما تعلمين، للمثابرة والجهد، ولو القليل، إلا أنه الجهد المستمر، يوما بعد يوم.
أكثري من القراءة والاطلاع، وليس بالضرورة أن تستوعبي وتفهمي كل شيء تقرئينه، ومعروف من علم النفس أن ما يقرأه الإنسان، ولو لم يفهمه كله يتراكم عنده، ومع الوقت يشكل عقله وفكره الباطن، وهكذا تتجمع عنده كمية غير قليلة من المفردات والتعابير والصور البلاغية، وما هو إلا وقت قصير حتى يجد نفسه أكثر قدرة على التعبير كتابة وحديثا، وهكذا أصبح عمالقة الأدب العربي عمالقة، فأي كبير فيهم كان طفلا، وتعلم الأحرف، والمفردات شيئا فشيئا.
صحيح أن الإنسان، كل إنسان يرتابه الشك أحيانا في قدراته وفي إمكانية تحقيق مشروع ما في حياته، وهذه من طبائع البشر، وما علينا إلا شحذ الهمّة من جديد ومتابعة الطريق "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا، وإن الله لمع المحسنين".
أكثري من قراءة الأدب الرفيع، واسبحي في بحار معاني الكلمات، وكم هو جميل أن يستعين الإنسان بمعجم للمفردات ليفك بعض ألغاز العبارات والمفردات.
ويوجد في بعض المدن نواد أدبية للشباب، تلتقين بغيرك من الفتيات الحريصات على قراءة الأدب وإتقان اللغة العربية، فهذا مما يشجع ويساعد، وخاصة بوجود معلمة محبة للأدب والبلاغة.
وأرجو أن نستلم منك محاولاتك الكتابية.
والله الموفق