السؤال :
السلام عليكم.
أنا أعاني من مشكلة فأرجو إفادتي، عندما أريد أن أتحدث مع شخص وأفصح له عما بقلبي لا أستطيع التحدث، سواء كان الكلام سيئاً أم جيداً، رغم أني أعلم ما يجب علي قوله حينها، ولكن الكلام لا يخرج، علمت مؤخراً أن هذا بسبب نظري للأمور بسلبية، أي أنني عندما سأتحدث أعتقد أن الأمور ستزود سوءاً, حتى عندما يكون الموضوع جيداً، وأني عندما أتحدث سيتحسن الموضوع للأفضل بكثير, لا يمكنني التحدث، رغم أني قلت لكم مسبقاً أني أعلم ما سأقوله.
أفيدوني - جزاكم الله خيراً - ما سبب هذا؟ وما هو الحل برأيكم؟ وما الذي يجعلني أقول ما أريد وأفصح عما بقلبي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد كان من المفيد أن نعلم عن عمرك وطبيعة عملك، لأن لهذا علاقة - ربما - بما تسألين عنه وعن أسبابه، فهناك عدة احتمالات لما يحدث معك:
أولاً: - وهذا ربما الأرجح - أنك تعانين من حالة نسميها الرهاب الاجتماعي، أو الخوف الاجتماعي، حيث يخشى الشخص من الحديث والكلام أمام الناس، بالرغم من أنه يعلم ما يقول، فقد يسأله الناس سؤالاً، وهو يعرف جواب هذا السؤال، إلا أن الشخص يجد حرجاً كبيراً وارتباكاً كبيراً في قول هذا الجواب، رغم وثوقه من صحته، وهناك من الناس ممن يعانون من الرهاب الاجتماعي ممن يخشى من تناول الطعام أمام الآخرين، وهناك من عنده الخوف من الكلام وتناول الطعام أمام الناس الآخرين.
والاحتمال الثاني: ربما مزيج من القلق المترافق مع بعض الميل لنزعة الكمال (perfectionism) حيث يميل الإنسان للكمال، ولا يتحمل أن يرتكب خطأ ما، فإذا قام بعمل فيجب أن يكون عملاً كاملاً، وإذا تكلم فعليه ألا يرتكب أي خطأ، وهذا تغلب عليه ما نسميه النزعة إلى الكمال.
وسواء كان الأمر الأول أو الثاني، فالعلاج قريب للحالتين، وهو أن تحاولي أن تقتحمي هذه المواقف التي تتجنبيها، وأن تباشري بالحديث أمام الناس رويداً رويداً، وتحاولي زيادة ثقتك بنفسك، نعم .. قد ترتبكين في البداية، إلا أنه مع الوقت ستشعرين بثقة كبيرة في نفسك، ومن يدري فقد تصلين لحالة من الثقة بالنفس، بحيث تتمكنين من الحديث أمام جمع من الناس، ولا تبالي بعددهم.
إننا في كثير من الأحيان قد لا نتكلم أمام الناس لأننا لا نتحمل انتقادهم لنا، وربما لأننا نقيم وزناً كبيراً لرأي الآخرين بنا، وربما يفيد حقيقة أن لا نعير اهتماماً زائداً لرأي الناس فينا، فإن حزنا على رضاهم فأهلاً وسهلاً، وإذا لم نحز على رضاهم فأيضاً أهلاً وسهلاً، ولنتذكر قولة الإمام الشافعي رحمه الله: (إرضاء الناس غاية لا تـُنال).
يسر الله لك أمرك، وحلّ عقدة لسانك.