لسؤال
أصبحت الحياة ليس لها طعما لديّ.
كل دقيقة تمر علي وأنا أفكر في أن مكروها سوف يحصل لي.
إنا إنسان قلق بشكل كبير جدا، أعاني من المرض - القلق ثمان سنوات، أصبح لدي رهاب اجتماعي وخوف.
أشعر بتأنيب الضمير بشكل كبير، حياتي أصبحت مأساة، وحياة من حولي أيضا! في الوقت الراهن استشرت شخصا في حل فقال من الأفضل أن أستخدم علاج اسمه بروزاك، فهل هذا الدواء يعالجني بإذن الله؟
أنا إنسان في عمر الثلاثين ولم أتزوج، وأشعر بالندم والحسرة على عمر ضاع ولم أتزوج فيه، فهل أقدم على الزواج في حالتي هذه أم لا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن جوهر شكواك هو القلق النفسي، والقلق النفسي من سماته الخوف، والخوف يمكن أن يكون من أي شيء. كونك تخاف أن مكروهًا سوف يقع، هذا نوع من القلق التوقعي الذي يتسم بروح التشاؤم والتطير، وقد يكون أيضًا فكرًا وسواسيًا، وكل هذا يدل أن القلق هو الذي تعاني منه، أما هذه الإضافات الأخرى فكما أوضحتُ لك فيما سبق فهي مجرد جزئيات ومكونات لهذا القلق النفسي.
شعورك بتأنيب الضمير وأن حياتك أصبحت مأساة، وافتقادك لروح التفاؤل، هذا كله أيضًا نتاج للقلق النفسي الذي أدى إلى ما نسميه بالاكتئاب الثانوي البسيط كمكون مصاحب للقلق.
فيا أخي الكريم: تشخيصك تشخيصًا واحدًا، وهو القلق النفسي، وعليك دائمًا أن تسأل نفسك (على ماذا أقلق؟ لماذا أنا هكذا؟) والقلق هو وسيلة طبيعية تأتي لكل البشر، لكن يجب أن يكون هنالك نوع من التحكم فيه والاستفادة منه حتى يتحول إلى طاقة إيجابية مفيدة.
من أسس العلاج الأخرى للقلق هو أن تفرغ عما بداخلك من أفكار من مشاعر، عبر نفسك أول بأول، ولا تترك للكتمان والاحتقانات لتتضخم داخليًا مما يؤثر عليك نفسيًا.
التواصل الاجتماعي مهما كانت الظروف هي وسيلة مهمة جدًّا لتفريغ عن النفس والترويح عنها.
ثانيًا: تذكر الإيجابيات - هذا مهم جدًّا – وأنت الحمد لله تعالى لديك إيجابيات كثيرة في حياتك، فلديك وظيفة ومقدمًا على الزواج، ولا شك أن هنالك أشياء أخرى كثيرة طيبة في حياتك، لا تترك الفكر التشاؤمي يحرمك مما هو طيب وجميل في حياتك، ويجب أن تستشعر كل لحظة حلوة في حياتك أخي الكريم، ونحن في الأيام الطيبة، أيام العتق من النار، أيام الدعاء، أيام التهجد، أيام حقًّا يشعر الإنسان فيها بسعادة إذا استثمرها الاستثمار الصحيح، فأسأل الله تعالى أن يحفظك وأن يعافيك وأن يفرج كل كربة عنك وعنا وعن أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أقول لك نعم، هذه الأدوية مفيدة وفعالة جدًّا، لكن أعتقد أن عقار زيروكسات سوف يكون أفضل، وذلك لسبب وحيد وهو أن البروزاك بجرعة صغيرة بالرغم من أنه دواء فاعل جدًّا لعلاج الاكتئاب إلا أنه لا يكون جيدًا لعلاج القلق، كما أن فعاليته لعلاج المخاوف الاجتماعية قد تكون بطيئة بعض الشيء.
فالزيروكسات جيد وبديل ممتاز، وأنت محتاج له بجرعة صغيرة جدًّا، ابدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام – أي نصف حبة – تناولها يوميًا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
يمكنك أن تبدأ الآن في مشروع الزواج، وليس هنالك ما يمنعك أبدًا، وأنا متأكد أن تناول العلاج الدوائي سوف يحسن من مزاجك كثيرًا، وهذا يجعلك تُقدم على الزواج إن شاء الله تعالى بكل تفاؤل.
نحن دائمًا ننصح الأخوة والأخوات الأفاضل بضرورة ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء، هذه كلها وجدت مؤشرات وعوامل علاجية مهمة جدًّا، كما أن إدارة الوقت بصورة صحيحة فيه الكثير من الخير للإنسان.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير..
منقووول من موقع الإستشارات من إسلام ويب ان تستفيدوا منو